artiste nejib gammar.tel.+21622177488 - التهرب من بحور الشعر
  Récitation du Coran en ligne
  Informations sur Royaume du Maroc
  music rai
  Bonjour tout le monde
  Livre d'or
  Conseils d'or 3
  alche3alginai
  photo tunisien
  Tchat
  Films Umeda
  tv live
  Tissage
  audio poésie

  tamer hossni
  News Today
  GHOMRASSEN
  tv 2
  sport
  USA TV
  NEWS
  tv ISLAMIC
  UK
  RADIO FR
  TV CANADA
  Tv Movie
  tv China
  tv Argentina
  tv Asian
  omo kaltomme
  vedio clib2
  nrj Radio
  vedio clip3
  radio.fm
  cent pour cent artiste
  video clip
  jeux
  Connectez vous a MSN
  tv Deutsch
  mesic vol 5
  Films telecharger
  voiture de reve
  Musique Algerie
  Musique Maroc
  Musique Liban
  Musique Egypt
  Musique Syrie
  Musique Tunisie
  Musique UAE
  Nouveaux vidéos clips arabe
  Films arabe
  les sponsor de mon site
  film arabe (2)
  serie arabe
  filme d'amor arabe
  telechager des film arabe
  Un autre Sudoku
  NEW AFLAM USA
  Carte de la Tunisie
  nation de l'islam
  Carte de la Tunisie 2
  Carte de la Tunisie 3
  Sondages
  tchat 2
  banniére
  Pages cachées
  Liste top
  www.art-deco-tn.fr.gd
  http://www.gammar-artisanat.fr.gd/
  www.e-monsite.com/art-decoration
  Poésie
  Conseils d'or
  Conseils d'or 2
  tunisen
  Informations sur uae
  ienfourmations sur Arabie saoudite
  infourmations sur Egypte
  informations sur Bahreïn
  Jamahiriya arabe libyenne
  État de Palestine
  Sultanat d'Oman
  Bride de la Méditerranée
  Bride de la Méditerranée 2
  informations sur Qatar
  informations sur Iraq
  informations sur Syrie
  اللإعجاز في القرآني
  informations sur Algérie
  Arab News
  des film du inde
  etude de proger‏ france
  etude de proger an‏ arabe
  etude de proger an‏ Anglais
  Textes de la Constitution tunisienne
  Textes de la Constitution tunisienne . fr
  Dit dans la filature
  De nouveaux marchés et d'albums.arabe
  dedje.arabe
  Photos mettant en vedette des artistes
  Des chansons et des chants religieux dans l'amour de Dieu et le Prophète
  Guinness famille musulmane
  mesic arabe .a.
  mesic arabe .b.
  mesic arabe .c.
  mesic arabe .d.
  mesic arabe .f.
  New Songs

  New Films

  contact nous
  tchat 3
  السيرةالنبوية
  News Today
  La poésie antique
  الاتصال بينا
  New Films arabe
  Forum de Art invétéré
  Video clip live
  VIRTUALDJ RADIO's DJ LINE-UP:
  Compteur
  photo tunisien 2
  mesic antica tunisin
  photo tunisien 3
  photo des portes tunisien
  مهرجان القصور الصحراوية تطاوين
  Humor, Cartoons
  yanni video
  yanni video 2
  madonna video clip
  chakira video clip
  Titre de la nouvelle page
  اثمان التصميم لي المواقع
  صنع من الذهب
  albom photo
  التهرب من بحور الشعر
  telecharger mp3 mesic arab
  telecharger mp3 mesic arab2
  vedio333
  ghgtyhj
  العائلة

التهرب من بحور الشعر.. بدعوى مواكبة العصر!!


عذر أقبح من الزلة:
التهرب من بحور الشعر.. بدعوى مواكبة العصر!

هل أصبحت الأوزان الشعرية تخيف البعض؟ وهل أصبحت مواكبة العصر عند البعض ذريعة لتغطية الجهل بهذه الأوزان وعدم القدرة على نظم الشعر عليها؟ وهل أصبح تطوير الشعر في نظر البعض هو تجريده من الوزن والقافية والروي؟ وما الفرق بينه وبين النثر في هذه الحالة؟

أصبح اليوم النثر الذي يسميه كتابه شعرا يصول ويجول في الساحة الأدبية، وأصبحت صفحات العديد من الجرائد والمجلات تقدم للقارئ كل يوم زخما كبيرا من الكتابات النثرية تحت اسم الشعر، دون أن يستطيع أحد أن يستنكر ذلك، خصوصا عندما نعلم أن القارئ العادي الذي لا يمتلك السليقة الشعرية، لا يستطيع تمييز الشعر الموزون عن غيره، ويقرأ هذه النصوص، ويصدق أنها شعر، وبالتالي يكون نظرة سيئة عن الشعر، وقد يجعله ذلك يكف عن مطالعته، ويقتنع بأن الشعر الجميل ذهب إلى غير رجعة مع الأولين.
يبدو أن الوزن أصبح اليوم العائق الأكبر أمام كل من "يريد أن يصبح شاعرا"، وهذا الوزن تكمن أهميته في كونه يعطينا نصا فنيا مموسقا ومضبوطا من الناحية الإيقاعية؛ فصياغة قلائد الشعر الموزون يتطلب من المبدع بذل مجهود أكبر، ويحتاج موهبة أعلى، لأنه يلعب على المعادلة الثلاثية التي تجمع الوزن والمعنى وال قافية، وينتج نصا مموسقا محسوب الحركات والسكنات، بغاية الوصول إلى منتوج فني بمواصفات خاصة؛ من هنا فالشعر الموزون غير الكتابة النثرية، ويجب التمييز بينهما، فلكل مجتهد نصيب، وليس من يجتهد ويشتغل على معادلة ثلاثية كمن يكتب بدون قيود.
هذا اللون الجديد من الكتابة، الذي تهكمت عليه ذات يوم الراحلة نازك الملائكة، وسمته "شعر الوزن غير الموزون" على سبيل السخرية، نتج عن فهم خاطئ، متعمد أو غير متعمد، لما يصطلح عليه بالقصيدة النثرية، التي ظهرت خلال ستينيات القرن الماضي، على يد مجموعة من الرواد، كأنسي الحاج وأدونيس، الذين كتبوا قصيدة النثر باعتبارها تجربة جديدة، وتعمدوا تسميتها "قصيدة النثر"، للتفريق بينها وبين "قصيدة الشعر". فهي إذن نثرية وليست شعرية، والمغرب والعالم العربي يزخران بالعديد من الكتاب المجيدين الذين برعوا في كتابة قصيدة النثر، لكنهم فتحوا بها الباب ـ دون قصدـ لأعداد من المتشاعرين الذين يتكلمون عن تجاوز الأوزان، وهم لا يعرفون عنها شيئا.
وإذا كانت القصيدة النثرية لونا أدبيا تعبيريا حديثا، فهذا ليس مكمن الخلل، ولكن الإشكال الذي طرحته، هو أنها سهلت على البعض كتابة أي كلام، وإسقاط صفة الشعر عليه إسقاطا. وأصبح الكثير من الكتاب الجدد يخلطون قصيدة النثر مع الشعر، ويختبئون وراءها تهربا من البحور الخليلية التي تستعصي عليهم، مستفيدين من سهولة الكتابة النثرية، وفي نفس الوقت، تقربا من اكتساب لقب"شاعر"، وبالمقابل، أصبح الشاعر الضابط للعروض، والمتمكن من اللغة العربية، غريبا في زمن الكتابة الرديئة.
وحتى بالنظر إلى مقومات القصيدة النثرية، فهذه النصوص الضعيفة التي أصبحت تغزو المنابر الأدبية، لا تستحق حتى أن تندرج في إطار قصيدة النثر، لأنها لا تتوفر حتى على مقومات قصيدة النثر، التي تصفها الأديبة " سوزان برنار" بأنها قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور.
ويبقى السؤال الذي لم أجد له جوابا لحد الآن هو: إذا كتب كاتب نثرا، فلماذا يصر على تسميته شعرا؟ وهل تسمية النثر نثرا عيب؟


 

الأدب هل أضحى غريباً
يوسف الغزو
عمان-الأردن
الجواب بكل المعايير، نعم. لقد أضحى الأدب في هذه الحقبة من الزمن غريباً، وأعني بالغربة هنا تلك الحالة من الجفاء بين منتج الأدب ومتلقيه. وأعني بالأدب هنا تلك الحالة من التجليات الإبداعيةالمكتوبة بالقلم شعراً أو قصة أو رواية أو خاطرة. ولعل الغربة التي أعني قد تشكلت عبر مخاضات زمنية قهرية، نأت بالإنسان بعيداً بكل نزعاته نحو استكشاف قيم الحق والخير والجمال، لهذا دوره، ولعصر السرعة دوره، ولبريق الحضارة الزائف دوره، ولعصر المتعة وقشورها دورها أيضاً.. ولكن للأديب: شاعراً كان أم ناثراً دوره الأكبر في تشكيل تلك الغربة وتعميق جذورها.
ولعل من مظاهر غربة الأدب والأديب تلك الحالة من الفراغات الثقافية التي تهيمن على جمهور الكاتب أو الأديب.. فلا تكاد ترى أحداً يسعى إلى بضاعة أديب أو يعرفه أو يحفل بوجوده.. ولا تكاد ترى كتاباً قيماً تقذف به المطابع إلى السوق يحظى بالطلب أو السعي باتجاه الحصول على نسخة منه، ولا تكاد ترى وسيلة من وسائل الإعلام تحتفي بإنجاز أدبي جاد إذا لم يكن صاحب ذلك الإنجاز لنفسه قبل ذلك شهرة عن طريق اشتغاله بالسياسية أو الفن أو الإعلام أو أية وسيلة من وسائل الشهرة الخاصة بهذا العصر.
إن السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل وصل المجتمع في سعيه عبر دروب الحضارة إلى حالة يشعر معها أفراده أنهم يحتاجون الى قراءة قصيدة أو مطالعة قصة أو رواية، أو الحصول على كتاب قيم كاحتياجهم إلى الماء والهواء؟ إن لم نقل كحاجتهم إلى وجبة من وجبات الطعام أو سماع أغنية ساذجة في مهرجان، وهل استطاع الكاتب أو الأديب أن يدفع بجمهوره إلى وصول تلك الحالة وهل ساعدته الأدوات الإعلامية على بلوغ ذلك الهدف؟
لا أخال الجواب عن ذلك السؤال صعبا، أنه لا بكل تأكيد.. فلا جمهور يبحث عن الأديب وإنتاجه. ولا أديب يساعد ذلك الجمهور على صقل ذائقته وإضافة عنصر جديد الى اهتماماته ولا صراعات العصر الإعلامية القائمة على الحسابات المادية المجردة تعطي الطرفين الأديب وجمهوره فرصة لالتقاط الأنفاس والوصول إلى حلّ وسط تنتهي بموجبه غربتهما عن بعضهما بعضاً أو تضعف قليلاً على أسوأ الأحوال. ويبقى صنف من أصناف الأطعمة أو لوثة من لوثات ما يسمى بالغناء والطرب المدون على أشرطة هو الأكثر شهرة والأقوى جذباً والأجدى فائدة.. التي تهرع إليه القلوب وفيه تحدق العيون والأبصار أكثر مما تحدق في رواية أديب أو قصيدة شاعر حتى لو أفنى عمره كله في إنجازها.
إذن هناك مشكلة قائمة وخطيرة: الأدب يغترب، والذائقة الأدبية تدمر بفعل قصف شديد من صواريخ الغفلة والزيف والمادية الشرسة. فهل يعقل أن تتواصل مسيرة مجتمع بلا روح، وهل يمكن السكوت على تعملق الزيف على الحقيقة، والزبد على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض؟ من هنا تأتي خطورة هذه الحالة.. وهذا الوضع المادي الشرس وتلك الارتدادة الخطيرة عن سبيل الأدب الذي هو غذاء الروح والمؤشر الحقيقي على حضارة الأمة.. ولنا في التاريخ عبرة: إذ نقول بأن ذلك العصر الذي نبغ فيه المعرّي وتجلّى فيه الجاحظ.. وأبدع فيه المتنبي، وأبدع فيه نجيب محفوظ هو عصر النهضة والتفوق. والنقاط المضيئة المشرقة في صفحات التاريخ ترى ما أسباب هذه المشكلة؟ وما هي الوسيلة أو الوسائل لعلاجها إن كان ذلك العلاج ممكناً؟ العلاج صعب ولكنه ليس مستحيلاً. إنه يتعلق في إعادة بناء العلاقة الثقافية بين هذا الجيل وبين أدبائه ومبدعيه، وهو يتعلق كذلك في وضع تصور شامل لما وصلت إليه الحال من انقطاع الخيط الواصل بين القارئ وبين حاجته إلى القصيدة، والقصة أو الرواية أو إلى الكتاب عموماً في شتى ألوان المعرفة.
وللحديث عن أسباب هذه المشكلة لا بد من الإشارة أولاً إلى طبيعة العصر وإيقاعه السريع في كل شأن من الشؤون، فالأغاني راقصة سريعة..والوجبات جاهزة سريعة.. واللهاث وراء وسائل الامتاع لا يكاد ينقطع. والتحديث في أسرار الحياة والوجود قليل ويكاد يكون معدوما، والعجلة لم تعد من الشيطان، بل من متطلبات الحياة العصرية، وليس هناك وقت لقراءة كتاب جاد كثير الصفحات، بل أن الكتب الصغيرة والمجلات المصورة ذات الفاكسات الإعلامية الرشيقة هي المطلوبة، هذه هي بعض طبيعة العصر التي كان لها دورها في غربة الأدب، إنه تيار الحياة الجارف الذي لا يستطيع أحد إيقافه، والعودة به إلى الوراء، وكان على الأدباء والقراء معاً أن يدركوا هذه الحقيقة، ويعملوا معاً على استيعاب إيقاعها السريع من خلال إرغام القارئ على التوقف عن الجري وراء مسرب الحياة والتوقف لقطف ثمارها ولو لبعض الوقت.. ومن خلال إدراك الأديب لطبيعة المرحلة وإنتاج أدب يتناسب معها، وينسجم مع مفرداتها، إلا أن ما حدث أن الأديب تأبط شراً وزاد الطين بلة، فحين عزم على مجاراة العصر، اغترب عن العصر من خلال هلوسات ومقطعات لفظية أطلق عليها اسم الشعر، ومن خلال طلاسم غائرة المعاني اطلق عليها اسم قصة أو رواية. أو لعله قد حاول أن يسير في طريق تقليد الأمم الأخرى الصانعة للحضارة التي ينعم بها، فاطلع على ترجمات لأشعارهم، فراح ينسج على منوال تلك الترجمات، فأضاع الأصل والصورة معاً.
إن التقليد الأعمى للآداب الأخرى لا يقل في رأيي خطراً عن التقليد في مجالات أخرى، فقد قلدنا الشرق والغرب في أزيائنا وموائد طعامنا ونمط وأسلوب أفراحنا وأتراحنا واندفعنا دون ضوابط، نرطن أحياناً بلغاتهم ونفخر بتقليد أسلوب هويتهم، وبارتداء آخر الصرعات (موضتهم) ولم يسلم الأدباء والشعراء من هذا التقليد.. فقرأوا آدابهم مترجمة، وبدل أن يوسعوا بها مداركهم، ويستلهموا منها المعاني، ويستفيدوا من تقنياتها الأدبية المتقدمة راحوا ينسجون على منوالها، فجاء أدبهم وشعرهم مسخاً لا هو بالعربي ولا هو بالأجنبي وعن هذا يقول نزار قباني في قصيدته إلى تونس الخضراء.
شعراء هذا اليوم جنس ثالث القول فوضى والكلام ضباب
يتحدثون مع الفراغ فلا همو عجمٌ إذا نطقوا ولا أعراب
اللاهثون على هوامشِ عمرهم سِيّان إن حضروا وإن هم غابوا
يتهكّمون على النبيذ معتق وهم على سطح النبيذذباب
وراحوا بعد ذلك يدّعون الحداثة والتجديد والتجريب ويتهمون الشعراء الحقيقين بالكلاسيكية التي عفا عليها الزمن. ومما يؤسف له أنهم قد وجدوا من وسائل الإعلام آذناً صاغية، وصفحات مشرعة، وأقلاما نقدية مهللة.. فتمادوا بالضبابية.. وراحوا يكتبون ما هبّ ودبّ، فتوارت القصيدة الكلاسيكية الرصينة، واختفت القصة التقليدية بمضامينها المعروفة، ومسخت الرواية إلى هلوسات ذهنية ليس بينها رابط، وأصبحت تلك الأقلام مفروضة على القارئ الذي تتجاذبه عوامل الطرد عن المطالعة والاهتمام بالكلمة المكتوبة، ووجدها فرصة كي يطوي صفحة الشعر والنثر، وينصرف إلى صور الفيديو كليب الزاهية الملونة، وإيقاعاتها الراقصة، فتجذرت الغربة بين الأديب وبين قاعدته الأساسية وخطّ وجوده الأول وهو القارئ.
قد يقول قائل: دعهم يجربون، ودعهم يحاولون فما كان من إنتاجهم مناسباً للقارئ أخذوه وما لم يكن كذلك انصرف عنه غير آسف عليه.. والحقيقة هي غير ذلك، ليتها كانت كذلك لانتهى الأمر. ولكن الأمر هنا يختلف عن بضاعة معروضة وأنه خطر يهدد الذائقة الأدبية لجيل كامل، إنه عامل طرد شديد القوة والتأثير عن الكتاب والقراءة وديوان العرب شعرهم ونثرهم. هذا الجيل المثقل بضغط الإرهاصات الحياتية المتعددة ليس لديه من الوقت كي يجلس الساعات الطوال محللاً ومنقباً عن المعاني –هذا إن وجدت- في بطون الشعراء أو في دهاليز طلاسمهم المريضة، هذه هي المشكلة، فقد أضحى الأدب الحديث في معظمه سيفاً من سيوف الغربة، يقطع أوصال الخيط الواهي الرفيع الذي يربط الكاتب والقارئ ويوشك أن ينقطع في أية لحظة، ولقد ركب كثير من الشعراءالشباب هذه الموجة واستحسنوا سلوك سبيلها الذي يحررهم من الوزن والقافية واستقامة المعنى، ووجدوا في الصحف والمجلات وفي بعضهم بعضًاً ضالتهم المنشودة، فالصحف تنشر وكذلك المجلات والنقاد يكيلون المدائح ويفترضون أن هناك إبداعاً متخفياً داخل النص، فيقولون هذا الشاعر يتدبر الكلمة وذلك يشعل المعاني وثالث يغوص عميقاً في تلافيف الذات.. إلخ، والوحيد الذي لا يعنيه هذا الأمر هو الجمهور الذي شغل بتوافه الحياة وأشباه المطربين. حتى أضحت شهرة أحد هؤلاء أكثر من شهرة أكبر الشعراء .. وأصبح ريع حفلة من حفلاته يعادل دخل كتاب الأمة كلها من أقلامهم. وربما طول حياتهم، السبب إذن كامن في الأدباء .. ووسائل الإعلام التي تطبل لهم وتزمّر، وتنشر نتاجهم، إن لم نقل هذيانهم على صفحاتها الأولى.. وتنشر كذلك صورهم وتتحدث عن فتوحاتتهم الأدبية واختراقاتهم حدود الوطن إلى العالمية، ولكن بلا رصيد حقيقي في وجدان الناس وعقولهم، وهناك بعض الشعراء والكتاب الذين تسلقوا القضايا الوطنية الساخنة، فمزجوا بين الإبداع والكتابة أو نظم الشعر في الهم الوطني فكونوا لأنفسهم هالة قائمة ونابعة من الوجدان الوطني النقي للقارئ، حتى لو لم يفهم هذا القارئ ما يقولون وما يفعلون، وللدلالة على ذلك، فكم من شاعر طرقت شهرته الآفاق واحتلّ صفحات الصحف ونشر اسمه مع صورته ونتاجه الجديد كل يوم، حتى أضحت علماً لا يجهله أحد، ولكنك لو سألت إنساناً عادياً عن مقطع أو فقرة يحفظها من شعره أو عنوان ديوان من دواوينه أو عن قصيدة خالدة من قصائده لهز رأسه ولم يتذكر شيئاً وقال: لا أحفظ الآن ولكنه شاعر كبير، بل كبير جداً. أما

إذا سألته عن: أبي تمام فإنه سرعان ما يجيب:السيف أصدق إنباءً من الكتب
وإذا سألته عن أحمد شوقي يقول لك قم للمعلم وفّه التبجيلا
وإذا سألته عن نزار قباني سرعان ما يغني لك رسالة من تحت الماء...
إنها الغربة إذن، المشكلة الكامنة وينبغي أن نبحث عن حلّ، إنها القنبلة الانشطارية التي دمرت وسوف تأتي على ما تبقى من العلاقة بين الأديب وجمهوره.. بين الجمهور والفن الأدبي الأصيل. إنها القضية التي ينبغي أن تحمل على محمل الجدّ، وتفتح لها صفحات الحوار إن اختلفت فيها الآراء، حتى نطرد الغربة ونعود إلى تلك العلاقة الحميمة بين الجمهور وأولئك الذين حملوا أمانة الكلمة ليسهموا في تجميل الحياة وصياغة الوجود ضمن معادلة الحق والخير والجمال.

تونس الخضراء جئتك عاشقـــــا … وعلى جبيني وردة وكتـــــــاب
إنّي الدّمشقيّ الذي احترف الهوى … فاخضوضرت لغنائه الأعشابُ
أحرقت من خلفي جميع مراكبي … إنّ الهوى أن لا يكون إيـــــــاب

أحببتهنّ وهنّ ما أحـــــــــــببني … وصدقتهنّ ووعدهنّ كـــــــــذاب
إنّي لأشعر بالدّوار فنـــــــــاهد … لي يطمئن وناهـــــــــــــد يرتاب
هل دولة الحبّ التي أسّستــــها … سقطت عليّ وسدّت الأبـــــواب؟
ماذا جرى لممالكي وبيـــارقي … أدعو رباب فلا تجيب ربــــــاب؟
أأحاسب امرأة على نسيانهــــاومتى استقام مع النّساء حســـاب؟
بدأ الزّفاف فمن تكون مضيفتي؟ … هذا المساء ومن هو العــــرّاب ؟
أأنا مغنّي القصر يا قرطاجـــة؟ … كيف الحضور وما عليّ ثــــياب؟
ماذا أقول فمن يفتّش عن فمي … والمفردات حجــــارة وتـــــــراب
فمآدب عربيّة وقصـــــــــــائد … همزيّة ووسائـــــــــــــــــد وحباب
من أين يأتي الشّعر يا قرطاجة … والله حيّ وعادت الأنصـــــــــاب
من أين يأتي الشّعر حين نهارنا … قمع وحين مساؤنا إرهــــــــــاب
سرقوا أصابعنا وعطر حروفنا … فبأيّ شيء يكتب الكتّـــــــــــاب ؟
والحكم شرطيّ يسير وراءنـــا سرّا فنكهة خبزنا استجـــــــواب
الشّعر رغم سياطهم وسجونهم … ملك وهم في بابه حجـــــــــــاب
من أين أدخل في القصيدة يا ترى … وحدائق الشّعر الجميل خراب
لم يبق في دار البلابل بلبـــــــل … لا البحتريّ هنا ولا زريـــــــاب
شعراء هذا اليوم جنس ثالــــث … فالقول فوضى والكلام ضبــــاب
يتكلّمون مع الفراغ فما هــــــم … عجم إذا نطقوا ولا أعـــــــــراب
اللاّهثون على هوامش عمــرناسيّان إن حضروا وإن هم غابــوا
من أين أدخل في القصيدة يا ترى … والشّمس فوق رؤوسنا سرداب
إنّ القصيدة ليس ما كتبت يـدي … لكنّها ما تكتب الأهـــــــــــــــداب
نار الكتابة أحرقت أعمــــارنا … فحياتنا الكبريت والأحطــــــــــاب
ما الشّعر؟ ما وجع الكتابة؟ ما الرّؤى … أولى ضحايانا هم الكتّاب
يعطوننا الفرح الجميل وحظّهم … حظّ البغايا ما لهنّ ثــــــــــــواب

يا تونس الخضراء هذا عالــــم … يثرى به الأمّــــــــــيّ والنّصّاب
فمن الخليج إلى المحيط قبائــل … بطرت فلا فكــــــــــر ولا آداب
في عصر زيت الكاز يطلب شاعر … ثوبا وترفل بالحرير قحاب!!!
هل في العيون التّونسيّة شاطئ … ترتاح فوق رماله الأعصــــــاب
أنا يا صديقة متعب بعروبتـــي … فهل العروبة لعنة وعقــــــــــاب
أمشي على ورق الخريطة خائفا … فعلى الخريطة كلّنا أغـــــراب
أتكلّم الفصحى أمام عشيرتــي … وأعيد لكن ما هناك جـــــــــواب
لولا العباءات التي التفّوا بهــا … ما كنت أحسب أنّهم أعـــــــراب
يتقاتلون على بقايا تـــــــــمرة … فخناجر مرفوعة وحــــــــــراب
قبلاتهم عربيّة مـــــن ذا رأى … فيما رأى قبلا لها أنيــــــــــــــاب

يا تونس الخضراء كأسي علقم … أَعَلى الهزيمة تشرب الأنخــاب؟
وخريطة الوطن الكبير فضيحة … فحواجز ومخافــــــر وكـــلاب
والعالم العربيّ إمّا نعجـــــــــة … مذبوحة أو حاكــــــــم قصّــاب
والعالم العربيّ يرهن سيفـــــه فحكاية الشّرف الرّفيع ســـراب
والعالم العربيّ يخزن نفطـــــه … في خصيتيه وربّك الوهّــــــاب
والنّاس قبل النّفط أو من بعــده … مستنزفون فســــــــــادة ودوابّ
ماتت خيول بني أميّة كلّــــــها … خجلا وظلّ الصّرف والإعراب
فكأنّما كتب التّراث خرافــــــة … كبرى فلا عمـــــــر ولا خطّاب
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها … وعزيز مصر بالفصام مصاب
من ذا يصدّق أنّ مصر تهـوّدت … فمقام سيّدنا الحسيــــــــن يباب
ما هذه مصر فانّ صلاتـــــــها عبريّة وإمامــــــــــــــها كذّاب
ما هذه مصر فانّ سمـــــــاءها … صغرت وانّ نساءها أســــلاب
إن جاء كافور فكم من حــــاكم … قهر الشّعوب وتاجـــــه قبقاب

بحريّة العينين يا قرطاجــــــــة … شاخ الزّمان وأنتِ بعد شبـــاب
هل لي بعرض البحر نصف جزيرة … أم أنّ حبّي التّونسيّ سراب
أنا متعب ودفاتري تعبت معيهل للدّفاتر يا ترى أعصــــــاب؟
حزني بنفسجة يبلّلها النّــــدى … وضفاف جرحي روضة معشاب
لا تعذليني إن كشفت مواجعي … وجه الحقيقة ما عليه نقـــــــاب
إنّ الجنون وراء نصف قصائدي … أوليس في بعض الجنون صواب؟
فإذا صرخت بوجه من أحببتهم فلكي يعيش الحبّ والأحبــــاب
وإذا قسوت على العروبة مـرّة … فلقد تضيق بكحلها الأهـــــداب
فلربما تجد العروبة نفسهـــــــا … ويضئ في قلب الظّلام شهـاب
ولقد تطير مع العقال حمامـــة … ومن العباءة تطلـــــع الأعشاب

قرطاجة قرطاجة قرطاجـــــة … هل لي لصدرك رجعة ومتاب
لا تغضبي منّي إذا غلب الهوى … إنّ الهوى في طبعه غــــلاّب
فذنوب شعري كلّها مغفـــــورة … والله جلّ جلاله التّـــــــــوّاب


خِرِّيجَة مِنْ مَعْهَدِ الصَّحَافَةِ
تُجَرِّبُ الحِوَارَ
فِي صَفْحَةِ الثَّقَافَةِ
جَاءَتْ لِكَيْ تُسَائِلَََهْ
أَسْئِلَةً مُشَاكِِِسَهْ
لِتَنْشُرَ المُعَاكَسَهْ
جَاءَتْ إِذَنْ تُسَائِلُهْ…

الصحافي الابيض

14 مايو 2009

أيها الصُّحُفِيُّ النَّزِقْ:
عُمُومًا – بِشَرْطٍ - مقالُك جَيِّدْ
إذا أنْتَ تَحذِفُ ما لَمْ يَرُقْ:
مَثَلا‌ً : هَا هُنا اسْكِنِ الحَرَكَهْ
فَهناكَ سَنَجْزِمُ فِعْلاً يَجِيءُ
لِنَرْفعَ فِعلاً مَضَى
نُحوِّلُ “نون” أنَدِّدُ “رَاءْ”
(رغم
le compteur 184857 visiteurs
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement